كثر في هذه الأيام المنادون بحقوق المرأة والقائلون بوجوب المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات,وتكدست النسوة في جمعيات مطالبة بحقوق المرأة, حاملات لافتات التنديد بظلمها و منعها من مزاحمة الرجل في ما يقوم به من الأعمال والتي يرون أنه من حق المرأة مزاولتها, ولا فارق في ذلك بينها وبين الرجل؟
وإذا تكلمنا عن المساواة فيتعين علينا أن نتكلم عن نطاق المساواة، والمجالات التي يتصور فيها أن تكون هناك مساواة بين الرجل والمرأة؟
فإذا كانت المساواة تتعلق بأصل الخلقة للنفس البشرية فهذا أمر مقبول ومتصور، يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا".
سورة "النساء": الآية (1).
حيث بيَّنَ الله تعالي أنه برغم أن النفس الإنسانية منها ذكر ومنها أنثى، إلا إنها من نفس واحدة، ويقول أيضًا: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا".
سورة "الحجرات": الآية (13).
إذن قضية أصل الخلقة يتساوى فيها الرجل والمرأة، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال".
وشقائق أي اشتقت من الرجل.
أيضًا إذا نظرنا إلى مسألة المساواة من ناحية التكليف، فتجوز المساواة، يقول الله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".
سورة "النحل" الآية (97).
وقد ساوى الإسلام بين حقوق المرأة مع حقوق الرجال، فنجد قول الله تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
سورة "البقرة": الآية (228). فهذه الآية أوضحت أين تقع المساواة، وأين لا تقع، وجعلت عجز الآية في غاية الروعة في جانب الحقوق الإنسانية، أما في جانب قيادة الحياة ووظائف الحياة، فإن الله قد خلق المرأة وزودها بما يناسب وظيفتها الحياتية،وزودها بعاطفة، لا تتأتى للرجل وهي عاطفة الأمومة، وهي أقوى العواطف المركبة في الإنسان، ولها المثلية في قوله تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ".
فالمثلية هي إحدى مترادفات المساواة، فالمرأة لها حقوق محفوظة شرعًا لم تكن لها في الجاهلية بنوعيها القديمة والحديثة.
اذا لا داعي لما يدعونه من مطالبه في حقوق المرأه السياسه والاقتصاديه والاجتماعيه المزعومه من بعض العقول السائده فيها فكره المساواه والتي وان طالبت في هذه الحقوق المزعومه لم تطالب لأجل المرأه وانما تطالب من اجل غايات اخرى [ علمانيين ]
والحمدلله الذي هدانا لدينه ....